عاد من العمل متعبا اغتسل بسرعة لإزالة آثار
التعب والعرق الذي يملأ جبينه ثم استلقى في فراشه ... أرسل رسائلا إلكترونية
" لأصدقائه " هنأهم فيها بحلول عيد الأضحى المبارك لم ينس أيضا واحدة من
حماقاته القديمة فخص البعض منهم بدسائس خفيفة
لا شئ
قال لها أحبك بكل ما أملك سألته ماذا تملك قال لا
شيء
انقلاب
تحدث كثيرا عن الحق والعدالة والتداول السلمي
للسلطة ونافح عنها طويلا وعندما حل موسم الإنتخابات المحلية عاد إلى حضن القبيلة
برر ذلك بصلة الرحم وطاعة أولي الأمر
خيبة
صادفته في مقهى شعبي ..دعاني لتناول الشاي ..كان
في قمة الغضب والاستياء ..أخبرني أنه عثر على نسخة من مجموعته الشعرية الصادرة
ببيروت مرمية في مرحاظ عمومي ثم سألني من يكون الوقح الذي فعلها ..قلت لا أدري
..سمعته يدمدم أعداء النجاح سأطاردهم واحدا واحدا أبث فيهم الرعب والشك والفتنة
ولكن من وراء حجاب ... نزل الخبر كالصاعقة على قرائه ومريديه وتناولته الصحافة
بتوابل إضافية ومنذ تلك الحادثة لم تعد دور النشر تتعامل معه خشية على سمعتها
التجارية ومصداقيتها المهنية فإستكان للصمت وإنسحب يجر وراءه أشلاء الخيبة
والإنكسار .
ادعاء
تقدم لخطبتها على سنة الله ورسوله فرفضت ..أرسل
لها نسخا من كتبه التي أصدرها لإغراءها وإستمالتها إليه فتجاهلت أمره وكتبه ...
لجأ من أجلها إلى قارئات الكف والسحرة وهو الشاعر المتمرد على الهوية والماضي
والمذاهب والعقائد فلم ينطلي سحره عليها ...استعان بشيخ القبيلة وأعيان المدينة لإجبارها
على التسليم بالأمر الواقع والقبول به زوجا وظلت على عنادها لسبب لا يعلمه إلا
الله ..وعندما يئس منها دسها في نص..أشاع عنها في متنه مالاعين رأت ولا أذن سمعت
وإدعى أنها ظلت تطارده وتتوسل إليه و أنه خشي منها على سمعته الأدبية ومكانته
الإجتماعية
إضراب
طلب من زوجته وأبناءه أن يختاروا بين كبش العيد
أو الملابس فميزانيته المحدودة لا تسمح له بمزيد من البذخ ..إنقسم الأبناء فيما
بينهم وتباينت آراءهم ...تركهم يتشاورون ثم غادر متوجها إلى عمله وعندما
عاد مساء أخبرهم أن عمال الخزينة العمومية قد دخلوا في إضراب مفتوح وقد يمتد لأيام
وأنه لا داعي للحلم أو الإختيار
إختراق
إنظم إلى لفيف من الثوار بعد أن أشرفت المعارك
على نهايتها ...قام بتنفيذ عمليات فدائية نوعية بإيعاز سري من جهات أمنية سهلت له
المهمة ..إخترق الصفوف والحواجز ..ضحك عليهم جميعا وإستلم السلطة وعندما ذاق
حلاوتها ونعيمها قام على الفور بتصفية وسجن كل القيادات التي دفعت به إلى واجهة
الأحداث والقوى الحية الحاملة لواء التغيير والإصلاح
أترك تعليقًا