أمريكا تعود إلى استراتيجية المكافآت 5: ملايين دولار مكافأة لمن يبلـّغ عن "بلعور" أو "أبو الهمام"

 

رصدت الولايات المتحدة الأمريكية، مبالغ مالية تتراوح بين ثلاثة وسبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن أمراء تنظيم القاعدة الناشطين في إفريقيا، من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى جماعة بوكو حرام الناشطة في نيجيريا، إلى جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، إلى كتيبة أنصار الشريعة الليبية التي نشأت بعد سقوط نظام معمر القذافي، وأعلنت الخارجية الأمريكية على لسان وزيرها جون كيري أن المكافآت ستؤول لمن يدلي بمعلومات تمكن من تحديد أماكن زعماء ما سمته "تنظيمات إرهابية" في غرب افريقيا.
وقال كيري أنه سيتم منح مكافأة تصل سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى تحديد مكان "أبو بكر شيكاو" زعيم جماعة بوكو حرام بنيجيريا، هذا الأخير كان قد دعا الأسبوع الماضي أنصاره في أفغانستان وباكستان والعراق إلى المشاركة في القتال من أجل إقامة دولة إسلامية في نيجيريا، فيما تم رصد مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى تحديد مكان كل من يحيى جوادي المدعو "يحيى أبو الهمام" أمير منطقة الصحراء في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ومختار بلمختار المدعو "بلعور" أمير كتيبة الملثمين الذي انشق عن تنظيم القاعدة وأسس كتيبة "الموقعون بالدماء"، ويعتبر إدراج واشنطن اسم بلمختار ضمن قائمة المطلوبين تأكيدا لكونه مايزال حيا، بعد أن تضاربت المعلومات بشأن مقتله من عدمه، حيث أعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي مقتل بلمختار في عملية عسكرية بمالي مطلع العام الجاري، في إطار التدخل العسكري الذي تقوده فرنسا تحت غطاء محاربة الجماعات الإرهابية، وقال أن مقتل هذا الأخير مؤكد وبالصور، وأنه احتراما لتعاليم الإسلام لا يمكنه عرضها، في وقت التزمت باريس الصمت ونشرت بالموازاة جرائد فرنسية صورا قيل أنها لبلمختار، ثم لـ"أبو زيد" دون أن يتم تأكيد مقتله رسميا، قبل أن يتبنى "بلعور" الاعتداءات التي استهدفت النيجر الأسبوع الفارط. 
بالمقابل، لم تدرج الخارجية الأمريكية اسم عبد الحميد أبو زيد الذي تأكد مقتله بعد أخذ ورد حول تحديد هوية جثته، إذ تطابقت العينات التي حصلت عليها باريس من الجزائر مع عينة الجثة التي كانت مجهولة الهوية، وأعقبت "القاعدة" بعد أشهر تأكيد مقتل هذا الأخير في بيان لها. 
وفي إطار المكافآت المالية التي اعتمدتها واشنطن بعد تلك أعلنتها عام 1984، لمكافأة من يعين على القبض أو قتل من تعتبره الولايات المتحدة الأمريكية خطرا على مصالحها وأمنها، عرض كيري مكافآت بقيمة ثلاثة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان وجود كل من مالك أبي عبد الكريم، القيادي بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وعمر ولد حماها أمير كتيبة أنصار الشريعة الليبية.