الصـفـحــــة الـبـيـْـــــــــــــــــــــــــضــاء



نقيّة كبساط من الثلج الطري تعلوه تباشير الصباح، تتفتّح السنة الجديدة كصفحة بيضاء في سِفر الحياة الكبير. وشيئا فشيئا، تترك الأحداث بصماتها عليها قبل أن تتحول بدورها إلى مجرد ذكريات.. هكذا تمضي دورات الحياة المتعاقبة.
"الثلج، ماءٌ مندلق، رمل من الجليد، ملح لا يخرج من باطن الأرض بل يقدُم من السماء، ملحٌ غير مالح، بطعم الصّوان، وبنسج الحصباء، يُعطّره الصقيع، ويُخضّبه البياض، اللون الوحيد المتسلل من وسط الغمام".. هكذا دوّنت أميلي نوثوب في كتابها "التخريب العاشق". وهذا جميل.

جميلٌ.. كالنجوم التي تلتمع في عيون أطفال يكتشفون الطبيعة وقد كساها البياض. جميلٌ.. كالفرح الذي يغمُرهم وهم يتقلبون في مسحوق الثلج ويلعبون بالنُدف المتساقطة، غير عابئين بالبرد. جميلٌ.. كالهندسة الدقيقة للنّدف التي لا تُشبه أيّ واحدة منها الأخرى.

عندما يذوب الثلج بالتأكيد، وحين تتحول الحُشوة إلى طين، ويتغير الأبيض إلى بُنّي متسخ، يتوارى جمال المشهد. ومع انحسار الثلج، تختفي الآثار والمسارات التي تركناها عليه. فهي لم تعش "إلا ما تحياه الورود.. أي مجرد لحظة"، كما يقول الشاعر.

(
النص: مارك - أندري ميزري، swissinfo.ch- الصور: وكالات كيستون، رويترز، فرانس برس، imagepoint – قسم التصوير: كريستوف بالسيغر، swissinfo.ch)

ليست هناك تعليقات

2015. يتم التشغيل بواسطة Blogger.