نخبة النخبة ... الأستاذ الشاعر: محمد السايح بن الأبقع



بقلم :محمد تاج الدين طيبي

كنت أحسبه شاعرا فحسب ...فإذا الشعر نبذة من حسناته، وطيف من سِناته، شاعر تتروى القوافي قبل ارتوائها من مَعينه، وتخجل الأفكار قبل اقتفائها ليقينه، للكلمة في بيداء أشواقه نزيف، ولشياطين القوافي من رمضاء نشوته عزيف، إن رأيته مشدوها عرفت أن القوافي تتنزل من عليائه، وأن المعاني تنتحي إلى أفيائه، فبأي آلاء مواهبه يكذب الغافلون؟ وأيا من نسمات حضوره ينكر الآفلون؟ لا غرو أن كان إدريسي الهوى، نجدي النوى، وله في أودية البوح جمام، وبكل منزع من منازع الروي إلمام، لا يضيره أن جهله أقربوه، فقد يقوم ببعض الواجب تجاهه محبوه، وكنت قد كتبت إليه بهذه الأبيات بمناسبة صدور مجموعته: ( على ضفاف المستحيل) عرفانا لافضاله، وتفاؤلا بإقباله:

القطب الأخير:
...
مـن أمسـيـاتِك تـرتـوي الأبـعـادُ
ويَـرفُّ عزفُـكَ في الــمدى ..ويعادُ

ولك المــواعيـد العلـيـةُ كـم غـوى
فــيها القصــيد ..وشـاقــهُ الميلاد

يا من لــه الأنــفاسُ إدريــسية ً
قـل لي:بـمـاذا فـاتـك الـروادُ ؟

لو عاصروك تـقاعسوا عما ادّعوا
لو أبـصروك تـضاءلوا ..أو كادوا

بحــنيـنك ائتلقَ الـزمان..بـأسره
فـلكـل ثانـيـةٍ هـوىً..وفـؤادُ!!

يا منــصف الضاد الرؤوم من اللُّغَى
لم يبــق للشعـراء بعــدك ضـادُ!


من هـؤلاء النـاكبون عن الشذى؟
الناكـــسون إذا بـدا (..العقادُ..)

النـــاكثـون ..إذا وفـيتَ أصـالةً
إن يــنـكروك..فهكذا الأوغـاد!!

لا غَروَ إن نَـقُّـوا..! بليلكَ أو لَـغَوْا
أو كَشَّـروا..أو كابــروا..أو كـادوا

إن الحـياةَ ـ وأنت أدْرَى ـ يلـتـقي
في دربــها الــعـطَّارُ..والـحدادُ!!

أولى بـــقافـيةٍ سبكتَ نُضــارها
أن لا يجــوس خــلالها النقــاد

لولا قوافيكَ الحِـسانُ يـئـستُ من
شـعـرٍ لـكل غـوايـةٍ يـنقـادُ

بعض القــوافـي كالأثافي !!مـالها
إلا انكـفـاءٌ في الثرى..وســوادُ


لك في القـصيد شـوارد..وأوابـدٌ
ونوادر تـزدان ..بـل تــزدادُ

واضـيـعـةَ الأشعار بعدك صوّحتْ..!
فــإذا الحـروف تـدوسها الأعدادُ

واخيـبـة الكلمات بـعدك..أوغلَتْ
في السهو.. فالـمعنى بـهن رمـاد!

يـا جار عبـد القادر القـطبِ الـذي
عبـقـتْ عـلى جـيـرانـه الأورادُ

قـد نَـال سرُّكَ من نوافـج سـره
ولكــل قلـبٍ عـارفٍ ..أولاد!!

حيـيـتُ فـيكَ سـمـاءَه..ورواءَه
و رواءَ من كانـوا هنـاك..فبـادوا

فاسكُنْ ضـفافُ المستـحيل ويـالهُ
من مستحيـل صــنـوه الإيـجاد!


لو لم تكن لك في الكـتابـة نـفـحةٌ
فبــمن تُرى يتــعـللُ الحُسَّادُ؟

لك سيدي أن تـسـتـبدَّ فللرؤى
مــددٌ لـديك..وللرويِّ مـدادُ

إن الــمواهب لا تظلُّ مواهـبـاً
إن لم يكن لـسراتـها استـبـدادُ

ليست هناك تعليقات

2015. يتم التشغيل بواسطة Blogger.